رواية جديدة بقلم دعاء عبدالرحمن
منك .. بصتله كده وقلت لاء
نظر لهم الرجل الاخر وقال
انا اصلا من القاهرة ايه اللى هيودينى سينا علشان اشترى تايمر غسالة .. خدونى من بيتى من وسط ولادى وشدوا النقاب من على وش مراتى وكانوا عاوزين يعتدوا عليها قدامى لولا ستر ربنا وكل اللى طالع عليهم أنت بتصلى الفجر فين وسايب دقنك ليه ..زى ما تكون صلاة الفجر تهمه ودقنى چريمة ... فضلوا يعذبوا فيا أربع ساعات كهرباء ولما عرفت أنطق قلتلهم عاوز اصلى وقف الظابط قدامى وقالى صليلى ... قول سبحان هارون وبحمده سبحان هارون العظيم ....فضلت ابكى واقوله خاف ربنا ..يقولى ربنا مين مسمعتش الاسم ده قبل كده ..
كان حلقى بيتقطع من كتر الټعذيب قلتلهم عاوز اشرب رد عليا واحد منهم قالى مينفعش يا حبيبى أحنا خايفين عليك أنت متوصلك كهربا فشړ السد العالى لو شربت ھتموت..أول مرة أحس ان روحى بتطلع وترجع تانى مكانها
أردف الرجل الاخر
أنا لقيوا عندى سيديهات عن الويندوز وتصليحه والبرامج ولقيت وكيل النيابة وهو بيقرا عناوين السيديهات بيقول للى بيكتب جنبه .. انهم لقيوا سيديهات عن ازاى تركب قنبلة وتفجرها عن بعد ومرسومات لكنسية ازاى تتسلق وتدخل تحط قنابل فى اماكن محدش يكتشفها ..
نظروا إلى بعضهم بعضا وكأنهم يودعون بعضهم ويشيعونهم ونظرا إليهم الرجلين نظرات شفقة وخوف زادت من فزعهم ...نهض ثلاثتهم ولكن بلال أمسكهم من أكتافهم ونظر إليهم قائلا
تقدم الثلاث وهم يرددون الدعاء فى خفوت ولقد
كان قلب فارس يعتصر اعتصارا منذ أن علم أن الټعذيب يتم بمعرفة وكيل نيابة وتحت نظره ..سار الثلاثة فى رواق ضيق طويل وصدورهم تلهج وتأجر إلى الله سبحانه وتعالى وبلال يتمتم
اللهم انهم لا يعجزونك
دخل ثلاثتهم غرفة صغيرة أخرى ولكن هذه المرة يتوسطها مكتب يجلس خلفه رجل عرفه فارس من أول وهلة .. حدق فارس به لبرهة فنهض الرجل قائلا
وجد فارس نفسه يقول دون وعى
أنت ازاى تشوف الټعذيب ده وتسكت عليه
قال وكيل النيابة الذى كان زميلا له فى الكلية
مفيش وقت للكلام ده يا فارس.. كويس انى عرفت انك هنا بالصدفة.. ربنا وحده
هو اللى خلانى اشوف أسمك بالصدفة فى اللى جم أمبارح ...أسمع انت هتترحل دلوقتى على طره ..أهو أحسن من هنا على أى حال ...
يا فارس انا كنت زيك بحلم ابقى وكيل نيابة وربنا حققى حلمى ..مكنتش اعرف أنى هشتغل فى أمن الدولة ..ولما شفت المهازل اللى بتحصل هنا عملت فيها شجيع وقلت اروح اقدم بلاغ للنائب العام وقبل ما ادخله قابلت ولاد الحلال اللى يعرفونى وقالولى هو انت مكنتش تعرف أنه كان بيتشغل فى مباحث أمن الدولة عشر سنين وكان راضى عن اللى بيحصل هتدخل تقوله ايه ...حافظ على نفسك وعيالك وحاول تتنقل لأى جهة تانية من غير ما تقول حاجة ولا تفتح بؤك ...وانا يا فارس قدمت طلب نقلى وهنفذه قريب والحمد لله انك جيت قبل ما انا امشى ولا مكنتش هتخرج من هنا على رجلك زى ما دخلت ولا انت ولا اصحابك.. أنت متوصى عليك جامد يا فارس
مين اللى موصى علينا وليه
قال صديقه
معرفش .. كل اللى عرفته انك متوصى عليك انت بالذات.. ومكنوش هيخرجوك سليم من هنا ...أنا ادخلت وهرحلك انت وصحابك على طره لحد ما تشوف هتخرج منها ازاى وأوعدك انى اساعدك على قد ما اقدر
ضغط أحد الازرار أمامه فدخل على فور أمين شرطة يرتدى زى ملكى وقال له بلهجة صارمة
خد دول يابنى على عربية الترحيلات.. أوراقهم اهى
أستقل ثلاثتهم سيارة الترحيلات وهم يعتذرون فى داخلهم للوحوش التى يقال عنهم انهم مفترسين وبلا رحمة.
نهضت مهرة من نومها فزعة وهى تصيح
الدكتور حمدى ..
وأخذت توقظ أم فارس وتهزها بقوة جعلتها تستيقظ فزعة ونهضت جالسة وهى تهتف بها
مالك يا مهرة فيكى ايه
صاحت مهرة وكأنها غريق قد وجد لوح من الخشب فى قلب المحيط يتعلق بها لعلها تنجيه من الڠرق وقالت
الدكتور حمدى يا طنط مفيش غيره.. هو اللى هيعرف طريق فارس ..فارس كان بيقول عليه بيحبه وبيعتبره زى ابنه
تلقت دنيا اتصالا هاتفيا وهى غارقة فى نومها على فراشها الوثير فى بيت والدتها ..تململت فى الفراش وهى تنظر للرقم أتسعت حدقتاها وخفق قلبها خوفا وأجابة بتردد فقالت أم فارس لهفة
معلش يا بنتى صحناكى من النوم ...أنا عاوزه رقم الدكتور حمدى صاحب المكتب يا دنيا
هو الوحيد اللى هيعرف طريق فارس ..ليه معارف كتير
أبتلعت دنيا ريقها وقد غارت عيناها وقالت
بس الرقم