الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة بقلم دعاء عبدالرحمن

انت في الصفحة 124 من 142 صفحات

موقع أيام نيوز


أخيرا وأخذها وحاول أن يجعلها تشمها حتى تستفيق من غيبوبتها وأخيرا استجابت للرائحة النفاذة التى تسسلت إلى عقلها فتحت عيونها ببطء واصطدمت بوجهه وهو جالس بقربها على الفراش يمسح على وجنتها برفق وينادى عليها بقلق شديد جلست على الفراش فجأة وهى تنظر إليه بخجل وأضطراب وقالت 
انا آسفة
أبتسم وهو يتأمل وجهها وشعرها ويمسح عليها برفق وقال بمرح 

يعنى أول مرة اشوفك فيها يغمى عليكى كده
شعرت بارتفاع آخر فى درجات حرارتها ولكن هذه المرة من الخجل مسحت على وجهها وهى مطرقة بوجهها 
وقالت بخفوت 
آسفة إنى خضيتك
رفع وجهها إليه ونظر إليها متأملا 
دى تانى آسفة على فكره .. طب آسفة التانيه وعرفناها آسفة الاولى ليه بقى
أشاحت بوجهها بعيدا تخفى أحمرار وجهها عن عينيه وقالت وهى تضع شعرها خلف اذنها 
آسفه انى دخلت أوضتك كده
أعاد وجهها إليه مرة أخرى بأنامله وقال هامسا 
أنتى مراتى يعنى تدخلى أوضتى براحتك وبعدين انتى بتدخليها من زمان أوى ولا نسيتى 
هربت الابتسامة من شفتيها عندما تذكرت خزانة الملابس فاشاحت بوجهها مرة أخرى ونهضت من فراشه مسرعة وقالت بحنق 
لازم أنسى طبعا لأنها فى وقت من الأوقات كانت متحرمه عليا وأظاهر ان الاوقات دى غالية عندك اوى
عقد حاجبية وهو ينظر إليها بتسائل وقال 
أيه اللى خلاكى تقولى كده
أشارت للخزانة وقالت بضيق 
علشان لسه محتفظ بهدومها فى الدولاب شكلها كانت هدوم غاليه عليك أوى ..
ثم عقدت ذراعيها أما صدرها وقالت بغيرة واضحة 
شكلها ليها معاك ذكريات كتير علشان كده مقدرتش تفرط فيها
رفع حاجبية ووضع يديه فى جيبيى بنطاله واقترب منها حتى وقف أمامها مباشرة وقال وهو ينظر فى عينيها
بس الدولاب مقفول بالمفتاح عرفتى منين أن هدومها لسه فيه
أستدارت وهى ترفع كتفيها وقالت متبرمة 
باينه أوى مش محتاجه فقاقه يعنى
أبتسم وهو يكرر ورائها 
فقاقة !... وحشتنى اللغة بتاعتك أوى
أتجه نحو مكتبه وأخرج منها مفتاح صغير وعاد إلى الخزانة وفتحها بالمفتاح وقال وهو يشير إليها 
اتفضلى شوفى الذكريات اللى بتقولى عليها
ألتفتت مهرة إلى الخزانة فوجدتها خاوية فنظرت إليه بدهشة متسائلة فأومأ برأسه وهو يقول 
أيوة فاضيه .. علشان أمى كانت عاوزه تعلق البدل الزياده اللى زحمة دولابى فيها وأنا قفلتها بالمفتاح 
علشان أمى متعملش كده عارفه ليه .. علشان مش عاوز هدومى تتحط مكان هدومها من كتر منا بقرف كل ما افتكرها
وضعت راحتها على جانب رقبتها وهى مطرقة برأسها لأسفل فى خجل فقال بحنان وهو يداعب وجنتها قائلا
أنا ماليش ذكريات مع حد غيرك يا عبيطة .. ولا نسيتى أجمل الذكريات اللى قولتيلى عليها فى رسالتك وأنا فى السچن
رفعت نظرها إليه بتأثر وقد لمعت عينيها وهى تستمع إليه وهو يقول 
الحب الحقيقى هو الذى يرسم لك طريقا تتلمس فيه .....أجمل الذكريات
فرت دمعة من عينيها وهى تتذكر تلك اللحظات المريرة عندما أبتعد عنها غدرا وظالما ..شعرت بيده وأنامله تمسح دمعتها فأغمضت عينيها واستمعت لصوته وهو يقول لها همسا وبشوق كبير وهو يقترب منها أكثر 
من ساعتها وأنتى وحشانى أوى ومن ساعتها وأنتى بتهربى مني ومش عارف أشوفك ..شعرت بقربه ودفئ يديه المحيطة بوجهها وعمق صوته الرخيم .. 
رحلت فى عالم آخر لم ترد العودة منه ابدا بل قررت فيه الرحيل والعودة منه بغير دليل تنسج بيديها دروبا يحفها أريج الازهار بلاشاطىء بلا عنوان ولا رغبة سوى التعمق أكثر والإبحار...
أنتفض جسدهما على صوت والدته وهى تنادى عليها بعد أن اغلقت باب الشقة خلفها ... أبتعدت عنه سريعا وهى تمسح وجهها بيدها بأرتباك وهو ينظر إليها نظرة جديدة عليها لم ترها فى عينيه من قبل ولكنها فهمتها فأخفضت نظرها خجلا وأتجهت صوب باب الغرفة مهرولة وفتحته فوجدت والدته تبحث عنها فى الشقة عندما رأتها نظرت إليها بقلق
وهى تقول 
خضتينى عليكى يا مهرة كنتى ... بترت كلمتها عندما رأت فارس يظهر خلفها .. نظرت إليه من خلف كتفها وابتسمت وهى تقول له بمكر 
هو أنت هنا ..يبقى أنت بقى اللى أخرتها
قال فارس على الفور بأبتسامة مداعبة
لالا يا ماما أوعى تفهمينى غلط
اتجهت مهرة مباشرة إلى باب الشقة وهى تحاول تحاشى النظر فى عيني والدته وهى تقول بخجل 
أصل لما شفت فارس فجأة أتخضيت وأغمى عليا ..
ثم قالت بإرتباك 
انا طالعه بقى
فتحت باب الشقة ولكنه عقد بين حاجبيه وهو يناديها فتوقفت ولم تلتف فتوجه إليها ووضع يده على الباب وهو يقول بجدية وهو يشير إلى ملابسها وشعرها 
هو أنتى نازله كده اصلا
نظرت إلى ملابسها وقالت بتلقائية 
آه وفيها ايه
قال بضيق
يعنى ايه وفيها ايه .. خارجه من شقتك ونازله لحد هنا بهدوم البيت دى وشعرك كده يا مهرة
تنحنحت مضطربة وقالت على الفور
منا قلت هنزل بسرعه وأطلع بسرعة مفيهاش حاجه
اشار إليها وهو يقول حانقا 
أنتى محجبة ولا لاء ..
نظرت إليه بتسائل وحيرة فقال 
محجبة يعنى شعرك ده وهدوم البيت حدودهم باب الشقة وبس .. لا سلم ولا بلكونه ولا شباك ..فاهمانى
أبتلعت ريقها وببلت شفاها وهى تقول بخفوت 
حاضر بس أنا متاكده أن محدش هيشوفنى
وضع يده على كتفها وقال
 

123  124  125 

انت في الصفحة 124 من 142 صفحات