رواية جديدة بقلم دعاء عبدالرحمن
كلام عمرو وحديثه أشعره بأن نادر هو الفاعل هو من وضع قطعة الاثار فى حقيبة عمرو الخاصة عندما تركها عمرو فى مكان استراحة المهندسين اثناء العمل فالقاعدة تقول أذا أردت أن تؤذى أحدا فإقترب منه وأكتسب ثقته وأصبح صديقه لتعلم عنه ما يستحيل عليك أن تعلمه وأنت عدوه .. من الواضح أن نادر هو من قام بترتيب كل شىء ليوقع عمرو فيما وقع فيه ... استلقى فارس على فراشه بعد أن ابدل ملابسه ..
طبعا زمانها نامت مش معقول تفضل صاحيه لحد دلوقتى
سمع طرقا خفيفا على باب غرفتة فالټفت تجاه الباب وقال
أتفضلى يا أمى
فتحت أمه الباب ودلفت وقد بلغ القلق منها مبلغه .. اعتدل على فراشه فاقتربت منه وجلست بجواره قائلة
عمرو عامل ايه يا بنى طمنى عليه
متقلقيش عليه يا ماما عمرو كويس وموضوعه ده ان شاء الله يخلص على خير .. زمان والده وأخوه روحوا البيت وطمنوا مراته وأمه عليه..
قالت والدته بأسى
دى مراته يا عينى قطعت نفسها من العياط عليه وفين وفين لحد ما أمها هدتها وعرفت تاخدها معاها البيت .. وكلنا روحنا معاها حتى مهرة ..
ومهرة نزلت بقى بفستان الفرح كده فى الشارع
هزت رأسها نفيا وأردفت قائلة
مهرة برضه هتعمل كده يا فارس .. دى غيرت هدومها ياعينى وفضلت مع عزة لحد ما هديت ورجعنا كلنا من عندها من ساعه كده ..
وفضلت واقفة جانبى لحد ما اتصلت بيك وأنت قلتلى أنك جاى فى السكه ..
وجدت الابتسامة طريقها أخيرا الى شفتيه وهو يتسائل
قالت
بحيرة
مش عارفه يابنى .. ثم ربتت على قدمه قائلة
عموما أنت كمان شكلك تعبان أوى .. نام دلوقتى والصباح رباح
اومأ برأسه موافقا لها فتركته ونهضت وفتحت باب غرفته وخرجت وهو يتتبعها بعينيه الحائرتين .. يريد أن يتحدث معها على الأقل فى الهاتف ولكن يخشى أن تكون قد نامت فيوقظها ويقلقها بعد كل هذا العناء الذين عاشوه فى يومهم هذا .. لم يستطع النوم تململ فى الفراش كثيرا دون جدوى نهض منه وجلس على طرفه وهو يفكر فى يوم عقد قرآنه الذى انتهى بهذا الشكل المأساوى تركها وذهب دون أن ينظر لها نظرة واحده ..
زفر بقوة واتجه الى النافذة يفتحها ويستنشق بقوة لعله يتخلص من التردد الذى اعتمل بصدره .. كان الشارع مظلما إلا من بقعة صغيرة أمامه تعكس ضوئا لغرفة علوية .. نظر للأعلى وقلبه قد استعاد الامل من جديد فتأكد أن غرفتها هى مصدر الضوء ..تيقن من كونها مازالت مستيقظة.. اتجه فورا باتجاه مكتبه وأخذ هاتفه النقال من فوقه وطلب رقمها الخاص بشوق كبير ..
حاولت أن تهاتفه هى ولكنها شعرت بخجل شديد وامتنعت عن ذلك وأكتفت أن ترسل له رساله صغيرة تقول فيها
أنا صاحية
بعد ثوانى وجدت الهاتف يعلن أسمه بإصرار من جديد .. تنفست بعمق وابتلعت ريقها وضغطت زر موافق
وضعت الهاتف على أذنها بإضطراب شديد فسمعت صوت أنفاسه المشتاقة وتسلل صوته الحانى بهدوء وخفوت الى أذنها ومنه إلى قلبها وهو يقول
صحيتك
هزت رأسها نفيا كأنه يراها وحاولت أن تخرج صوتها بصعوبة فقالت بصوت مبحوحا
لاء منمتش
أبتسم وهو يستمع لصوتها الذى غلفة الخجل فخرج مضطربا وقال
كنتى بتعملى ايه
مضت تبحث عن حروفها فلم تجدها تبعثرت وتاهت فى سماء صوته الرخيم ..أعاد سؤاله مرة أخرى على مسامعها .. فتماسكت قليلا وقالت بإرتباك
كنت مستنياك
تنهد بقوة وهو يتكأ على فراشة وقال بهمس
أنتى كده على طول مبتعرفيش تنامى وأنتى قلقانه عليا
مرت بها سحابة الخجل وأخذت بيدها إلى سماء الحياء فأمطرت صمتا له صوت كصوت الندى يقطر على قلبه فينبت فيه الشوق الهائل والحنان البالغ وجد لذته على لسانه كما وجدها فى قلبه وكيانه وهو يقول أسمها بحب كبير
مهرة
أختلج قلبها وهى تستمع إلى اسمها يخرج منه بهذا الدفء وأجابته
نعم
أغمض عينيه يضم صوتها الخجل إليه وقال ببطء
وحشتينى
لم تجبه على الفور فقال دون تردد
بحبك
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل وهى تبتسم بحب وقد خفق قلبها لكلمته وللطريقة التى نطقها بها تشعر أنها تراه الان وتشعر