الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري لندا حسن

انت في الصفحة 58 من 112 صفحات

موقع أيام نيوز

يا طاهر
ضحك بصوت مرتفع ضحكات متفرقة بسخرية مستهزأ به ومتهكما عليه وأكمل حديثه بجدية ذات مغزى
اوفى راجل بس من ناحية تانية جالي أخبار كده إنك وقعت ومحدش سما عليك سما زرقا وشعر أصفر
اعتدل عاصم وثبت في وقفته ولم يتحرك فمرت هي كالهفوة على عقله عندما استمع إلى حديثه ولكنه أردف
أنت قصدك ايه
لم ېكذب عليه بل أفصح عن قصده بلا مبالاة
هيكون قصدي ايه غير الجمال التركي النادر
على صوت عاصم پغضب صارخا باسمه
طاهر 
أخذ الآخر ما يريد فابتسم وهو يعود لتهدئته
اهدى بس على نفسك بالراحة دا أنا حتى كنت هباركلك متبقاش حمقي كده
لم يعطي إليه الفرصة للتحدث أكثر من ذلك وصړخ مرة أخرى وصبره ينفذ حقا
بقولك عايز ايه
سأله بخبث ومكر
مش ناوي ترجع الملاعب علشان نوقف كل اللي بيتدربوا
وقف شامخا وأجابه بتأكيد وثقة
أنا موقفهم كده كده يا طاهر وأنت عارفني كويس
ضغط طاهر على أسنانه بقوة وأردف بټهديد واضح بعد أن أدلى برفضه لحديثه
مش لوي دراع يا عاصم فاضلك عندي تكه واحدة
لم يعير حديثه أي اهتمام بل أكمل عليه ساخرا
اعتبرها مش موجودة ووريني أخرك 
سأله بقوة وهو يتوعد له
أنت شايف كده بايع يعني
أومأ برأسه وأدلت بالكلمات شفتيه وارتفع صوته وهو يقول پغضب
آه بايع يا معلم ويلا في داهية
استمع إلى صوته الذي ېهدد إياه
طب متبقاش تزعل
ضحك بسخرية يردها إليه ثم صاح بقوة يذكره بتاريخه معهم
أنت هتعملهم عليا إحنا عارفين من فينا اللي كل يوم والتاني زعلان غور بقى
أغلق الهاتف بعصبية بعد أن عكر ذلك الحيوان صفوه وهو الذي كان في مزاج جيد للغاية وعلى بعد لحظة واحدة من الوصول إلى تلك الغريبة الغبية الطفلة المزاجية والتي تتحول كل ثانية الذي اخترق معها كل القواعد وتعدى الخطوط الحمراء وابتعد عن مساره الصحيح وأبحر داخل محيط ليس به مرسى وليس به مكان للنجاة لقد أغرق نفسه بنفسه وهو يركض من هنا إلى هناك خلف هواجس غريبة تخللت وسارت داخل عقله وأثبتت إليه أشياء لم يكن يعرف لها معنى ولم يكن يدري بوجودها 
نظر إلى الهاتف وأعاده مكانه مرة أخرى وهو يزفر بضيق فقد كان يود أن يتسلى قليلا بذلك العبث الذي يفعله بها 
عاد إليه عقله مبتعدا عن التفكير بها وللحظة تذكر حديث طاهر كيف علم عن أصولها التركية كيف علم بمظهرها! خصلاتها الصفراء وعينيها الزرقاء ومن أخبره أنه وقع بحبها أو حتى الإعجاب بها!! الخائڼ بيس على الجزيرة بل هو من داخل القصر من حراس القصر!
اخرج الهاتف مرة أخرى وهو يقرر أن يفعل ما أراد بعد أن اخترق عقله كثير من الأفكار ولكن استوقفه ما أرسلته إليه فرح عبر تطبيق الواتساب فولج إليه ليرى ما الذي ارستله وليته لم يدلف 
نظرات عينيه الحمراء يخرج منها
ڠضب بركان وحممه تتساقط وهي تنظر إلى الشاشة وترى ما كان يحدث خلف السور 
صقر طائر وقع جريح وهو الچارح كيف لها أن تفعل ذلك كيف لها أن تسمح لنفسها 
وكيف يحدث هذا! غضبه لا يدري أهو منه نفسه أو منها أو من فرح تلك الغبية الحقېرة التي سيكون لها عقاپ لم تشهده سابقا ولكن صبرا
لقد أوقعته وفعلت ما أرادت ولكنه لن يجعلها تفرح كثيرا ولن يترك أي شخص اشترك بهذه الفعلة الدنيئة 
نظر أمامه بنظرات حادة غاضبة ڠضبها جامح ورفقها غير موجود والتفكير يعبث برأسه والحړب دائرة داخله 
جلس جبل على الفراش ومعه بيده بعض الأوراق والملفات المهمة الذي أخرجها للتو من خزنته الخاصة
بدأ في النظر إليها واحدة تلو الأخرى وهو يعمل ويعيد ترتيبهم مرة أخرى
مش ناوي تفتحلي قلبك
رفع بصره إليها باستغراب شديد وعيناه تتابعها ثم ابتسم فجأة وهو يقول ساخرا
الكلمتين اللي اتكلمتهم معاكي ادوكي دفعة شجاعة علشان تقولي تفتحلي قلبك مرة واحدة
أومأت إليه برأسها وهي تعتدل لتكن مقابلة له وقالت
الحقيقة بجدية
آه خلوني أفكر أكتر
أعاد نظره إلى الأوراق بيده وسألها
في ايه بقى
ببساطة شديدة تحدثت عنه
فيك
سألها مرة أخرى بجدية وهو يود حقا أن يعلم ما الذي تفكر به
إزاي
أردفت بجدية وصدق فحقا الحديث معه في المرة السابقة كان كالسهل الممتنع وتفكيرها المستمر دائما ابحر أكثر من السابق وأرهقها
يعني خلوني أشوفك بطريقة تانية وأحس أنك إنسان عادي زينا وممكن التعامل معاك يبقى أسهل لو فهمتك وفهمت حياتك كانت إزاي وليه بقت كده
عاود يسألها ببرود ولا مبالاة
وأنتي كنتي شيفاني إزاي
عبثت ملامحها وضغطت على أسنانها وحروف كلماتها وهي تتحدث بغل
كنت شيفاك ديب من ديابة الغابة بتاعتكم
ضحك بقوة وعبث بالأوراق وهو يستشعر طريقتها وتخيل ملامحها بعد الاستماع لصوتها لأنه لم يحظى برؤيتها وهي تقول ذلك
للدرجة دي
أومأت إليه وهي توضح له برفق
وأكتر كمان ولحد دلوقتي أنت لسه زي ما أنت أنا بس بحاول اتأقلم أكتر
رفع بصره إليها ينظر إلى ملامحها ثم هتف مستغربا
مش قولتي خلاص اتعودتي على سجنك معايا
تابعته وهي تنظر إليه أيضا ولكنها الآن في مرحلة لم تمر عليها من قبل معه إلا مرة واحدة تتحدث
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 112 صفحات