الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لسوما العربي

انت في الصفحة 67 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز


عندى قولته.
همت لتغادر فقبض على يديها واوقفها قائلا _هو انتى فاكره انه بمزاجك مثلا.
مليكه _امال بمزاج مين.. انت مثلا.
صطك على اسنانه وقال _اه يا مليكه... بمزاجى انا... وكل حاجه تخصك بايدى انا.
نفضت يده تقول _وانا قولت لأ.
نظر حوله لهم... وجدهم يشاهدون كل ما يحدث... فهم الجميع أنه موافق. كان يتلاعب بهم فقط... المعضلة الان بمليكه.

مليكه الصغيره تلك بيدها مصير الجميع.
تحدث لهم قائلا _سيبونا لوحدنا لو سمحتوا.
هم الجميع للمغادرة بصمت ولكن تحدثت ناهد _مليكه...استهدى بالله يا حبيبتي.. انتى دلوقتي فى ايدك مصير العيله كلها.
وأضاف محمد هو الآخر _اقعدوا مع بعض وياريت نوصل لحل انا رايح اتصل بالمأذون عشان يلحق ييجى.
مليكه پغضب_ماتتصلش بحد.. انا مش موافقة ومش هوافق.
ناهد _استهدى بالله ياميكا.. احنا هنسيبكوا لوحدكوا وعامر هيقنعك.. طول عمره الوحيد الى بيعرف يقنعك...كلم المأذون يا محمد.
استشاطت ڠضبا من إيقان الكل بتأثيره عليها وأنها حتما ستوافق صړخت پغضب_قولت مش هوافق... انتو سامعين.
احتدت عينيه ينطر إليها لكنه يخاطب محمد_سيبونا لوحدنا زى ماقولت... وانت يامحمد كلم المأذون.
مليكه _قولت لأ.
عامر _روح يامحمد اعمل الى قولت عليه.
تحرك محمد سريعا ينفذ وناهد صعدت لغرفتها.
وهو يتقدم منها ببطئ وڠضب.
كل هذا يحدث للعائلة بالداخل.. الكل منشغل بتلك المفاجأة التى قلبت كل الموازين.. والجميع متناسى ان عدى يجلس الان بالقصر.
لكن اين عدى المناويشى الآن ياترى......
لا يعلم لما اثرت به كلماتها... حزنها الظاهر بعينيها... من أول يوم بعث له محمد رساله بصورتها وهى لها سحر عليه.
فى البداية امتثل لرغبة محمد ولم يجلب اى معلومه عنها سوى عنوانها فقط.
ولكن لا يعرف لما أمر احد العاملين معه بجلب بعض المعلومات عنها.
لم يكن الأمر سهل.. حتى أهل المنطقة التى تقطن بها هى وشقيقتها لايعلمون عنهم الكثير... فقط معلومات بسيطة عنهم وعن والدهم ووالدتهم... سيرة طيبه... انهم يعملون بأحد المولات.. فقط... هذا كل ما استطاع جمعه من معلومات عنها.
وجد قدماه تسوقانه رغما عنه ناحية المطبخ من الناحية المطلة على الحديقه.
استمع لشقيقتها تقول _توتا.. اهدى بقا... مالك اتعصبتى فجأه كده.
توتا_تعبت وزهقت.. عمالين نقاوح ونناطح فى الدنيا بعزم مافينا واحنا اصلا ضعاف... عاجبك الى احنا فيه ده.
تنهدت تحيه وقالت_ومين سمعك... بنضحك ونهزر لكن القلب من جوا حزين.
صمتت الشقيقتان قليلا الى ان أكملت تحيه _بس هنعمل ايه... هى الدنيا كده... ماينفعش نضعف.. لو ضعفنا بان الناس هتاكلنا.. الى بيقع الناس مش بتسنده يقف لأ دى بتخطى عليه ويمكن تقف على جثته عشان تبان.. مش لازم نضعف ابدا ياتوتا.
توتا بحزن_ياااااه... يعنى حتى الدنيا مستكتره علينا الضعف.
تحيه_ايوه يا تغريد.. الضعف مش لينا... ومش عايزه اشوفك كده تانى.
وضعت يدها على الطاوله تستند بوجهها عليه بحزن.
اى حديث لن يصف او يكفى... تشعر بثقل كبير على عاتقها هى شقيقتها.
تحدثت تحيه_انا هروح اغير واجى.. مش عايزه ارجع الاقيكى زعلانه والنبى... ده انا باخد فرحتى وضحكتى منك... عايزين نهونها على بعض ياتوتا.
امأت بوجهها تحاول ان تبتسم... ابتسمت لها تحيه هى الأخرى وغادرت بحزن.
مرت عليها لحظات من الصمت والحزن.. انتفضت فجأه وهى تشعر بيد تغرس بشعرها.
رفعت وجهها وجدت عدى المناويشى هو من يفعل ذلك... ينظر داخل عينها بنظره غريبه.
وقفت بسرعه فانسحبت يده تبعا من شعرها.
قالت بتلعثم_عدى باشا... فى حاجة!
عدى _بتعيطى ليه
حمحمت بجديه تقول _لا مافيش حاجة.. انا اعيط! ... مافيش الكلام ده.
اغمض عينيه يبتسم ثم قال _بس انتى كنتى بتعيطى... قوليلى فيكى ايه.
نظرت له بضيق واشاحت بوجهها... لم يكن ينقصها هو الآخر... جاء ليتسلى قليلا حتى تعود له خطيبته.. جاء إليها هى. بذلك الوقت تحديدا.. الجميع يعتبرها هى وشقيقتها سلعه.
لاحظ ضيقها.. بل اشمئزازها منه فقال باستغراب _مالك يابنتى بتبوصيلى كده ليه
لن تحتمل.. او حتى تنمق وتختار عباراتها.... ستقذق الحديث ربما ترتاح.
اڼفجرت به_انت عايز ايه... فى حاجة ياباشا... القهوه خلصت مثلا عايز غيرها.. ولا الست مليكه عندها مكالمه وقاعد زهقان قولت تشوف فين البت ام ډم خفيف تسليك شويه على ماخطيبتك ترجع... هو انتو ايه... شايفنا مش بنى ادمين... الى مايتسمى الى اسمه محمد يجبنا هنا ومشغلنا خدامين عند الى خلفوه... عمال يتقرب ويتمحك شويه وانت شويه.. احنا مش خدامين ولا لعبه.. روح شوف سكتك بعيد عني الله يخليك انا مش اراجوز جايلى اساليك.
كان يستمع لها... يتوقع ويريد أن ټنفجر به... هيئتها يبدو عليها انها تريد الانفجار... تحملت كثيرا وتريد ان تخرج تلك الشحنه السلبيه.
لكنه اقترب منها معلقا _محمد بيتمحك فيكى ازاى... قرب منك.. غصبك على حاجه
توتا پحده_ألزم حدودك.. مش انا الى اتسأل السؤال ده... ده انا توتا.
ابتسم قائلا _ودى اكتر حاجة عجبانى فيكى.. دكر.
عادت تنظر له بحزن قائله _دكر... كتر خيرك.
عدى _احلى دكر شوفته.
توتا _طب روح شوف طريقك.. يالا.
عدى _انتى يابنتى عماله توزعى فيا كدة ليه انا مستغربك اوى.. انتى عارفه انا مين وكام واحدة تتمنى تقعد تتكلم معايا!
توتا _يخربيت الكبر يا اخى.. مش عارفه ومايلزمنيش اعرف.
عدى _يابنتى مش حكاية كبر.. بس دى حقيقة انا بفهمهالك.. انتى بقى ليه مش طيقانى.
صمتت لدقيقه ثم قالت _انا مش طايقه حد ولا طايقه نفسى.. وبصراحه مش ناويه ابقى البلياتشوا بتاعك دلوقتي عشان قاعد فاضى وعايز حد يحكى معاك... شوف طريقك بعيد عني الله يسهلك انا مش رايقه.
كل تلك الضغوطات التى تحدثت بها وعبرت نبرة الشجن بحديثها عنها جعلته يتهور قائلا _تمشى من هنا لو قولتلك تيجى معايا تيجى
متت شفتيها باستياء... هممم يريد خادمه.. او ربما يريد انتقال البلياتشو لبيته.
تحدثت وهى تبتسم بسماجه_لا ياسيدى... انا مرتاحه فى الشغل هنا.
عدى _شغل ايه افهمى.... انا عايزك معايا.
توتا _معاك ازاى مش فاهمة.
رفع كتفيه بعصبيه يجيب _ولا انا نفسي عارف بس... مش عارف.. انا عايزك قدام عينى.
ضحكت بسخرية وقالت _إيه.. لأ لأ ماتقوليش.. ماتصدمنيش.. ماتفاجئنيش.... هيييييييح.. حبتنى.
نظر لها بانبهار... يبدوا ان حديثها صحيح... عينيه متسعه يدرك ذلك ببطئ.
رفعت شفتها العليا باستنكار وقالت _شوف سكتك الله يسهلك انا مش ناقصه لعب.. إلى فيا مكفينى.
نظر لها مطولا وقال _انا مش بلعب.
توتا بتنهيده.. تضع وجها على رأسها تغمض عينيها تستعد للنوم قائله بخمول_وانا مش رايقه لا لهزار ولا لعب دلوقتي الله لا يسيئك... تعالى بكره ممكن يبقى مزاجى حلو ونهزر.
صمت قليلا وقال_هاجى بكره... بس اوعدينى تفكرى فى كلامى.
رفعت وجهها له تقول بسخرية _هفكر حاضر... يالا مع السلامه.
اخذ نفس عميق يصك أسنانه من سخريتها به وقال_لا انا مطول بالى عليكى بالعافيه.... لكن خلى بالك انا مش بالأخلاق العاليا دى... قولتلك همشى دولوقتى وفكرى فى كلامى.
نظرت له بعدم اهتمام ثم اعادت وضع رأسها على يديها تغمض عينيها مدعيه النوم.
ركل قدم المقعد المجاور لها وتحرك ناحيه الحديقة مجددا.
بمجرد شعورها انها أصبحت بمفردها... فتحت عينيها مجددا تنظر امامها بشرود تتذكر حديث عامر بأحد الايام مع محمد.
فلاش باااك
كانت تمر فى الحديقه تنظر حولها بانبهار لتلك الورود الجميله _ياحليييله.... أول مرة اشوف ورد كتير كده وفى حته واحده.
انتبهت الى صوت أحدهم يتحدث ببعض الڠضب... اقتربت قليلا وجدت نفسها بجوار شرفة مكتب عامر المطله على الحديقه.
وصل
 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 92 صفحات