رواية لسوما العربي
تستعد لأن تحلق بعيدا... لكن كما ردد داخله... على جثته....
الفصل التاسع عشر
تقرع الطبول بداخله ام تلك هى دقات قلبه.
اليوم زواجه من ست البنات خاصته... حلم بعد وطال انتظاره أخيرا سيتحقق.
وقف أمام المرآة يمشط شاربه للمرة التى لا يعلم عددها... نظر لنفسه برضا... جلباب طويل.. حذاء جديد.. لحيه مهذبه... هيئته مهندمه حقا.
فى البناية التى يقطن بها الأسطى سيد.
خرج من شقته يهم لغلق الباب فى نفس الوقت كانت حكمت تخرج القمامة تضعها امام باب شقتها.
ابتسم سيد قائلا صباح الخير ياست حكمت.
حكمت بحرجصباح الخير يا سطى سيد.
سيدوهنفضل على طول كده لحد امتى.. قوليلى ياسيد وانا اقولك ياحكمت ولا ايه
تنحنح قائلا انا رايح النهاردة أقف جنب رجب.
صمت قليلا كى يقرأ ملامح وجهها جيدا وهو يقول اصل النهاردة كتب كتابه على الست ام ندى.
بقيت ملامحها ثابته.. صامته.. وعلقت اخيرا بهدوء ربنا يكتبله الصالح.
تنهد براحه وقال ويكتبلنا احنا كمان... بقولك ايه.. احنا كمان عايزين نلم الشمل بقا.
وضعت وجهها أرضا تقول ربنا يسهل... فوتك بعافيه.
داخل شقه نجلاء
جلست ندى أمامها تقول پصدمه يخربيتك... وعرفتى تقفى قدامه وتقوليلوا فى وشه هتدرب مع عدى
مليكه اه... انا لازم أكبر بقا.. ضيعت من عمرى سنين بجرى ورا وهم اسمه عامر وفى الاخر يوم ما اتكلم جاى يقولى سافرى اتعلمى برا وانا اجيلك نتجوز واعيش معاكى.
مليكه والله الى اعرفه ان لو مش قادر يخلينى معاه يبقى يسيبلى حريتى.. كده هو لابيرحم ولا عايز يسبب رحمة ربنا تنزل.
ندىطب بصراحة كده ومن الآخر انتى ناويه على ايه
مليكة ناويه انهى الموضوع ده وابدأ من جديد وبجد... تعبت من العلاقه دى فعلا.. تعبت وكلى امل انها تبقى فعلا مشاعر مراهقة وتروح لحالها... جايز لما اخرج من دايره عامر اعرف اشوف العالم الى بجد ومليكه الى بجد.
مليكه يعنى الدراسه على الأبواب.. جامعتى.. صحابى.. شغلى... هنزل فعلا اتدرب مع عدى.
ندىوانتى مش شايفه ان حكايه تدريبك دى غريبه... هو فى حد بيتدرب وهو لسه رايح تانيه كليه
مليكه مش عارفة.. بس هو الى عرض عليا وانا فكرت انه عادى.
ندىلا هو مش عادى خصوصا انه فعلا من أكبر مكاتب المحاماه الى ف البلد... دول مش بياخدوا اى حد... لازم يكون متخرج ومتدرب ومفحوت شغل مش ييجى يتعلم فيهم لأن الغلطة عندهم بملايين.
ندى طب وعامر عداها كده عادى ازاى
مليكه لا مش عادى... اتعصب وعلى صوته بس امه أتدخلت وهدته وقالتوا سيب البنت تتعلم.
ندىوالنبى انا قلبى حاسس ان امه دى فاهمة كل حاجه وساكته.
مليكه تفتكرى
ندىايوه طبعا ليه هى عبيطه معقول مش هتلاحظ كل الى بيعملوا ابنها والتغيير إلى هو فيه خصوصا بعد ما راح قالهم انه بيحب بنت صغيرة.
مليكة ممكن.. عندك حق.
صمتت قليلا ثم قالت وانتى هتعلمى ايه النهارده
ندىابدا... هروح ازوق امى عشان اسلمها لعريسها
ملكيههههههههه
ندىشوفتيش قهر اكتر من كده بدل ماهى الى تزوقنى انا الى هزوقها.
مليكه ههههههه.. يخربيت الحقد انتى يابت مش من يومين كنتى بتقولى خليها تعيش وتنبسط وهى حقها تفرح.
ندى ايوة.. بس انا متغااااظه.. المفروض انا الى اتجوز.. شكلى هخلل جنب ابن خالتك الحيوان ده.. بقت كل حياته نبطشيات مش عارفة اتلم عليه.
مليكه اااااه قولى كده.... عشان كده بقا فضيتيلى.
ندىلا اخص عليكى ماتقوليش كده.
مليكه على العموم انا بقا عندى صاحبه جديدة ومش محتاجه.
ندىنعم پتخونينى
مليكه اه.. انتى زباله اصلا.
ندىقوليها تاخد بالها منك زى ما كنت انا بخاف عليكى وتحاول على اد ماتقدر تحميكى وتحافظ عليكى.
مليكه ههههههه ايه يا هبله انتى محسسانى انك جوزى.... بس هى بنت عسوله وطيبه اوى عايزه ابقى أعرفك عليها.
ندىاوكى. قومى نشوف ايه اللي بيحصل برا يالا.
خرجت الفتاتان بعد استماعهم لصوت جرس الباب.
ذهبت ندى لفتحه... وجدت المعلم رجب برفقة خالها ورجل بحوزته دفتر الزواج.
خالد ازيك ياندى.
ندى الحمدلله يا خالو اتفضل.
ذهبوا خلفها حيث اتجهت بهم الى الصالون.
يجلس على احر من الجمر.. فى انتظار تلك اللحظات الحاسمة.. قلبه ينبض پعنف... جسده يسخن ويبرد بين اللحظة والأخرى من شدة التوتر والسعادة والترقب... لحظات قليله فاصلة عن حلم حياته.
تحدث خالد يقطع الصمت امك فين.
ندى هروح اناديها.
ذهبت ندى وبعد ثوانى عادت وخلفها نجلاء... لازالت ترتدى ملابس الحداد... لا بأس هى جميله بكل الحالات.
كانت تسير بحرج تنظر أرضا... لا تستطيع استيعاب الموقف ولا على أى شئ هى مقبله.
الأمر الاكثر غرابه هو موقفها... بعد طلاقها مباشرة من توفيق كانت قد اتخذت القرار انها لن تعود له نهائيا... عندما حدث ذلك الشجار وتدخل المعلم رجب وسيد واقترحوا ذلك الحل وافقت من كثره الضغط.. لكن اين رفضها العودة لتوفيق.. لما تسير موافقة على تلك الزيجه.. ولما تشعر بالخجل الشديد وكأنها عادت فتاه في العشرين.
تقدمت وهى تضع عيناها أرضا تقول بخفوتالسلام عليكم.
ردد الجميع وعليكم السلام.
الا هو.
هو بعالم آخر.. لاشئ به غيرها... يتمعن فى ملامحها بارتياح وشوق.. اخيرا ستكون له.
فى دقائق كان كل شئ قد انتهى تقريبا... لقد أصبحت زوجته.. لما لا يقف ويحتضنها الان.
لقد اصبح حقه.
تمالك رجب تمالك الجميع حولك.
فى تلك اللحظه كان سيد يدق الباب أيضا وفتحت له ملكية.
سيد السلام عليكم جميعا... اوعوا اكون اتاخرت.
خالدمش اوى. منور يسطا
سيد ده نورك يا استاذ خالد.
تقدم من رجب يهم لاحتضانه يقول مبروك يا صاحبى.
احتضنه رجب مرغما يقول لا فيك الخير.
سيد انا معاك فى المشوار ده من أوله ماقدرتش ماكملش واجى اقف معاك وابقى فى ضهرك.
صمت قليلا الى ان ابتسم ابتسامه صغيره وقال وده العشم بردو يا صاحبي.
تهلل وجه سيد يقول طالما قولت يا صاحبى تانى يبقى سامحت ووافقت.
رفع رجب حاجبه يقول ده انت مش جاى تقف جنبى زى ما بتقول بقا.
سيد يا اخى فكها علينا بقا.. فكها ياصاحبي ده انا طالب الى ربنا حلله مين احنا عشان نحرمه.
رجب ربنا يسهل ياسيد.. ربنا يسهل.
سيد بفرحة كبيرة تبقى وافقت... مبروك عليا.
قطع الحديث صوت خالد يقول مش يالا احنا بقا يا جماعه.
التف له رجب يقول يالا على فين يا استاذ خالد
خالد كل واحد يروح يشوف اشغاله.
يعلم سيد كل ماسيقال فتدخل هو ازاى يعنى يا استاذ خالد.. امال كتبنا الكتاب ليه.... ماتقولوه حاجة يا شيخنا.
المأذون ايوه يا استاذ خالد لابد أن يدخل بها... ده شرع الله وغير كده يبقى چريمه وهو شارك فيها وانا معاكوا.
خالدنعم...بس ده ماكنش اتفاقنا.
كل هذا وهى تجلس عيونها جاحظه وجهها محمر خجلا مما يقال وهى المقصودة الوحيدة به... سيده وام تخطت الخامسة وأربعين يتحدثون أمامها ويتشاجرون على أنه لابد من أن يدخل بها.. هكذا.
شعور محرج... لا يوصف.. تود لو تنشق الارض وتبتلعها.
رجب انا مش هتكلم.. رد انت ياسيدنا الشيخ.
المأذون استاذ خالد ده شرع ربنا لو حصل غير كده انا بنفسي