براثن يزيد لندا حسن
هتروحي هناك ويزيد معاها وإزاي تقعدي هناك أصلا
أجابته بدهشة واستنكار هي الأخرى ولم تفهم ماذا يريد من هذا الحديث
يزيد ده جوز أختي لو مش واخد بالك وأختي محتاجه ليا
أردف بخفوت وهدوء مجيبا إياها بعد أن زفر بضيق
مقولناش حاجه لكن تروحي تقعدي وتباتي طب إزاي يعني
ومين قال إني هبات.. أنا هروح الصبح وأرجع بالليل أنا عارفه كويس أن ماينفعش لكن عايزة أقولك أن يزيد عمره ما بصلي ربع بصه كده ولا كده وأكيد أنت واثق فيا
على فكرة أنا أقصد علشان راحتك وعارف الكلام اللي بتقوله لكن ده شيء ڠصب عني ماقدرش أصلا اقبله
أومأت إليه بهدوء وتفهمت ما قاله جيدا لأنه معه حق هو زوجها وله حق في ذلك يجب ألا تنام في بيت رجل غريب عنها حتى ولو كان يزيد..
جلسوا سويا لبعض الوقت وبعد خروج الطبيبة دق الباب ليجد والدته تدلف إلى الداخل مبتسمة بفرح ومن خلفها شقيقه الأكبر..
يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك
ألف مبروك.. دا يوم المنى إني أشيل ابنك على ايديا
تركته وتوجهت إلى زوجته الجالسة على الفراش تستند بظهرها للخلف نظرت إليها مبتسمة ولكن بخجل حاولت قدر الإمكان أن تتخطاه مالت عليها لټحتضنها هي الأخرى كما ابنها فبادلتها مروة مبتسمة بهدوء شديد وقد اعتقدت أنها لن تبادلها..
ألف مبروك يا بتي ألف مبروك حمدالله على سلامتك
أجابتها مروة بخفوت وهي تنظر إليها مبتسمة ب إرهاق شديد
الله يسلمك
توجهت من بعدها إلى فراش الصغير لتقف أمامه وتراه وهو نائم لا يدري بأي شيء يحدث من حوله لقد كان صغير للغاية يحمل ملامح من والده ووالدته معا لقد تبينت ذلك ترقرق الدمع داخل عينيها وهي تراه أمامها طفل تمنته منذ زمن تحمله لابنها..
أشيله..
تقدم منه شقيقه وعانقه بشدة وهو يبارك له بخفوت ونظرة حزن وألم ترتسم على ملامحه بسبب ما فعله سابقا ولكنه يحاول رسم الابتسامة بصعوبة
ألف مبروك يا يزيد يتربى في عزك
ربت يزيد على ظهره بقوة ثم هتف عقب كلماته
أبتعد عنه ثم نظر إلى زوجته باحترام قائلا بخجل وقد كان هذا أول لقاء لهم سويا منذ ذلك اليوم المشؤوم
حمدالله على سلامتك
الله يسلمك
نظر إلى والدته التي كانت تحمل الطفل بسعادة غامرة ووجهها يبتسم تلقائيا وهي تحرك يدها بحنان على رأسه وتبتسم بفرح وقد وجد ذلك الطفل الحب الكبير في قلبها القاسې وخلق بداية الحنان داخلها ليكون هو مالك قلبها الأول.
دلف إلى غرفة نومه وهو يضحك بصوت عال توجه ناحية الفراش الذي كانت هي تتمدد عليه ثم جلس أمامها ممسكا بيدها وتحدث قائلا بدهشة
مش معقول اللي بيحصل بره ده أمي ماسكه في إياد ومش مخليه حد يشيله
ابتسمت بوجهة برقة وهدوء مجيبة إياه بصوت هادئ
حاسه أنها كانت مستنياه أكتر مننا
تحدث بشغف وحب جارف وقد لعب الاشتياق دوره معه وقال وهو يقترب منها
لأ أبدا محدش استناه قدي ولا في حد فرحان بيكم قدي فرحتي بيكم مفيش حد في الكون ده كله وصلها
ضغطت على يده وابتسمت بسعادة ثم قالت بضيق وانزعاج من أصوات الموسيقى العالية
صوت الأغاني ده ۏجع دماغي بجد
الأغاني بس.. بودي اطلعك بره تشوفي أختك وأمي بيعملوا ايه
سألته باهتمام وقد كانت تريد معرفة الإجابة منه
صحيح ريهام بره..
وضع كفها بين يديه الاثنين ونظر إليها قائلا بهدوء محاولا شرح الموقف لها
بصراحة أنا اللي عزمتها كانت عندي امبارح في المصنع في شغل متبادل في المكان اللي هي فيه حاليا.. اعتذرت عن الحاجات اللي عملتها وبصراحة كده عديت الموضوع بس هي زي ماهي وعزمتها على السبوع النهاردة... اتمنى تصرفي ده ميكونش زعلك
ابتسمت بوجهة وحركت رأسها يسارا ويمينا دليل على عدم انزعاجها فأكمل هو موضحا
مش هتشتغل معايا وكمان مش هيرجع كلامنا زي الأول مجرد سلامات بس من بعيد هي بردو كانت في يوم من الأيام صاحبتي وكنت بعتبرها زي يسرى
نظرت بعينيه ذات اللون الزيتوني الآن وتحدثت سائلة إياه بصوت خافض وهي تبتسم بسخرية
مفكر إني هشك فيك ولا ايه
لأ طبعا بس أنا حبيت