رواية ادمنت قسوتك لسارة علي
بلا احساس بكل تأكيد
مايا قدامك خيارين....يا تكوني ليا زي منا عاوز يا تخرجي من هنا حالا وتستحملي كل اللي جاي
في هذه اللحظة تجسد كل شيء امامها
انا خارجة خارجة ومش راجعة مهما حصل انا مش هفرط بنفسي لأي سبب كان
ولو عاوز تأذيني براحتك ربنا الكبير قادر يحميني منك ومن اللي زيك عارف ليه لأنه عارف اني مظلومة .
يتبع
خرجت مايا من شقة كريم وهي تشعر بالراحة الكبيرة.
لا تصدق بأنها نجت من الوقوع بالخطأ
لقد كادت ان تخسر نفسها لولا ما حدث.
لولا رحمة الله بها وتراجعها عما حدث
اخذت نفسا عميقا وابتسمت براحة جلية
ثم سارت في الشارع بخطوات بطيئة وهي تتأمل المارة حولها وتفكر في داخلها في حل ينقذها من بطش كريم
ازيك يا مايا
كان سؤالا اعتياديا أجابت عليه
بخير الحمد لله ازيك انت
بخير
فجأة خطړ على بالها شيء ما شيء جعلها تسأله بسرعة
سعد ممكن اقابلك
رد بتلقائية
اكيد تحبي نتقابل فين
اجابته
فالكافيه اللي جمب بيتنا
ربع ساعة واكون عندك
دلفت مايا الى الكافية لتجد سعد في انتظارها ابتسم بفرح ما ان رأها ثم هب واقفا من مكانه مستقبلا اياها
بادلته مايا ابتسامة خاڤتة وهي تجلس امامه بينما عقلها يعيد ذكريات الساعة الفائتة وما حدث بها وشعور بتأنيب الضمير تجاه سعد وهي تتذكر ان ذلك قد رأها
عامل ايه
اجابها
كويس بس مطحون فالشغل
ربنا يعينك
قالتها بإبتسامة سمحة ليسألها
طلبتي تشوفيني ليه مش من عوايدك يعني
اخذت تعبث بأناملها وهي تفكر في طريقة تخبره من خلالها بما تريده منه
سعد انا فكرت كتير فوضعنا وعلاقتنا انا موافقة اني اتجوزك
سعد متعجبا مما قالته
انتي بتقولي ايه يا مايا انتي بتتكلمي بجد
اكيد مش بهزر سعد انا بحبك وعايزة اتجوزك
سعد وهو يشعر بالحرج
بس يا مايا انتي عارفة ظروفي انا مش هقدر اجيب الشقة ولا المهر اللي انتي ومامتك عاوزينه
مايا بتفهم فاجأه
عارفة وموافقة انا اللي يهمني اننا نتجوز ونعيش فبيت واحد سوا واني اكون مراتك وفحمايتك.
شددت على حروف كلماتها الاخيرة
هل يوافق على الزواج من حبيبته بوضع متردي كهذا
هل سيجعلها تشاركه شقائه وتعبه
شعرت مايا بتخبط افكاره
فأمسكت بيده داعمة لها وقالت
احنا هنتجوز ونعيش سوا انا وانت نشتغل ونبني نفسنا مع بعض
سحب يده من كف يدها وقال
طب والشقة هتقبلي تعيشي مع امي واخواتي
اومأت برأسها وقالت
هقبل انا اصلا بحب مامتك واخواتك وعلاقتي بيهم كويسه...
وانت عارف ده كويس.
ما زال هناك شعور بداخله أن ثمة امر غريب يحدث وراءه
لكن لا يهم طالما مايا ستكون زوجته وملكه
لقد انتظر هذه اللحظة طويلا وحلم بها كثيرا وها هي تتحقق بسهولة امامه
قلت ايه
افاق من شروده على سؤالها ليبتسم ويجيبها اخيرا
موافق
تنهدت براحة ثم قالت بسعادة
احنا نتجوز على طول ايه رأيك.
تعجب سعد من سرعتها لكنه لم يشأ ان يحرجها فإبتسم وقال
تمام لو ده هيريحك
شكرا يا سعد شكرا اوي
قالتها بإمتنان حقيقي له فهو سينقذها من براثن الذئب دون ان يعلم سوف يحميها منه ومن بطشه وسينتهي حينها كل شيء
عاد كريم الى فيلا عائلته وهو يشعر بتخبط وحيرة شديدين
ما زال يفكر بما حدث وما فعلته مايا وقالته ...
شعور غريب في داخله يخبره ان يصدقها وشعور اخر يكذبها
وهو تائه حائر بين هذين الشعورين
وجد أخيه يجلس في صالة الجلوس يتابع التلفاز فجلس بجانبه بعدما القى التحية عليه
تأمله حسام بتعجب.
كان يبدو مرهقا للغاية فسأله بحيرة
مالك شكلك بيقول انك مش كويس
اجابه كريم وهو يطلق تنهيدة ثقيلة
مهدود حيلي بسبب الشغل
ثم اردف متسائلا عن والده ووالدته
امال بابا وماما فين
اجابه حسام
خرجوا يتعشوا بره عزموا عليا معاهم بس رفضتقلت اسيبهم يعيشوا شبابهم شوية.
ابتسم كريم ساخرا على كلمة شبابهم ثم ما لبث ان قال
حسام ايه رأيك تروح بكره بدالي عزومة عزمي بيه
ابتسم حسام قائلا
انت بتهزر يا كريم دول عزموا ماما مخصوص عشانك
ليه يعني
سأله كريم بلا مبالاة ليرد حسام
عشان كارما بنته دي ماما معجبة بيها اوي وعايزة تخطبهالك.
طموحة اوي ماما دي.
قالها كريم ساخرا ليضحك حسام عاليا قبل ان يقول بعبث
بس البنت ايه تهبل.
بجد
سأله كريم متحمسا ليرد حسام بإستهزاء
غيرت رأيك بالسرعة دي
ليقول كريم بخبث
مهي لو تستاهل بجد يبقى لازم اروح
حسام بجدية
من ناحية تستاهل فهي تستاهل روح وانت مطمن
نهض كريم من مكانه وهو يبتسم بإنتشاء قبل ان يودع اخيه ويتجه الى غرفة نومه
في اليوم التالي
اوقف كريم سيارته امام فيلا عزمي الجندي.
هبط من سيارته ثم اتجه نحو الجهة الاخرى من السيارة وفتح الباب لوالدته التي هبطت بدورها ليظهر فستانها الفخم بوضوح
لطالما عرفت والدتها بأناقتها الطاغية وجمالها الساح
سار كريم وهو ممسك بذراع والدته نحو الباب الفيلا ليجدوا عزمي وزوجته جيهان بإستقبالهم
رحبوا بهما بحرارة وأجلسوهما في صالة الجلوس
كان