الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية جوري قدري بقلم بسملة بدوي

انت في الصفحة 8 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


المواصلات العامة و لم يجرب من قبل السير لمدة قد تزيد عن الساعتين حتى يصل الى مكان ما فأجابت 
هاله اصلي بحب اوصل بدري
باسل طيب اتفضلي أوصلك
هاله لا متشكرة مفيش داعي تعطل حضرتك
باسل بلهجة آمرة يلا يا هاله انا اصلا مكتبي في شارع مراد يعني انتي في طريقي
هاله وهي لا تريد احراج نفسها بالركوب معه بجد مش عايزة اتعبك

باسل يلا بقى كده هنتأخر
تبعته هاله و هي تشعر بالخجل الشديد فهي لم تركب سيارة برفقة أي شخص من قبل و فوجئت بسيارته الفارهه حمراء اللون ذات البابين فقط فركبت و أحست بجسدها يغوص في مقعد السيارة الوثير فقررت الاستمتاع بتلك السيارة و تخيلت نفسها تمتلك مثلها في يوم من الايام..
أخرجها صوت باسل من احلامها قائلا هتخلصي الساعه كام
هاله الساعة 4
باسل خلاص هبعتلك السواق يستناكي
هاله مفيش داعي انا هعرف ارجع لوحدي
باسل بصي يا هاله عشان مش بحب الكلام الكتير انت دلوقتي بتشتغلي عندي يعني لازم اطمن انك ترجعي في مواعيدك مضبوطة و ميبقاش عندك مبررات للتأخير فالسواق هيرجعك كل يوم
نظرت هاله و هي تشعر بأنه يعاملها كأنها خادمة لديه و أرادت أن تجيبه بطريقة حادة لكنها تذكرت أمها المړيضة فقرر التزام الصمت توقفت السيارة الفارهة أمام الباب الرئيسي و قد رآها بعض زملائها وهي تخرج من السيارة وتشير لباسل و تدخل الى الحرم الجامعي فاستقبلها بعضهم ساخرين 
ايه العربيات الجامدة ده يا لولو
بس عامله فيها دحيحة وانتي طلعتي جامده موووووت
صاحبك ده يا لولو
نظرت اليهم هاله بكبرياء و اتجهت الى المبنى الذي به محاضرتها الاولى لكنها شعرت بدموع ساخنة ټحرق وجنتيها الرقيقتين .
انهت هاله محاضراتها و خرجت ن الباب الرئيسي للجامعة لتجد السائق الخاص بباسل منتظرا اياها
صعدت الى السيارة وهي تشعر بالحزن الشديد فقد ظن زملائها بها السوء و هي لا تريد التحدث عن مرض والدتها فهي لا تريد الشفقة من احد صعدت هاله الى غرفتها و قررت الاستحمام حتى تحاول تهدئة نفسها و بعد ان انتهت نزلت لتجد السيدة كاريمان في انتظارها 
كاريمان ازيك يا هاله ها عملتي ايه انهارده في الكلية
هاله الحمد لله
كاريمان باسل قالي ان السواق هيوصلك بعد كده
هاله آه فعلا
كاريمان صوتك ماله
نظرت هاله اليها و هي تشعر بالدموع تملأ عينيها لا ابدا مفيش حاجه
كاريمان على فكره انا يمكن مش بشوف بعيني بس بشوف بقلبي وقلبي بيقول انك زعلانة
هاله صدقيني مفيش تحبي اقرا لحضرتك قصة
كاريمان على راحتك بس لما تحبي تتكلمي هتلاقيني موجودة هاتي قصة جين أير عشان بحبها اوي
جلست هاله على الكرسي المقابل للسيدة كاريمان و بدأت تقرأ لها تلك القصة الحزينة و الرومانسية في ذات الوقت و ظلت هاله تقرأ بصوتها الرقيق ولغتها الانجليزية الممتازة و فجأة سمعت كلا منهما صوتا أنثويا مرتفعا يقول 
طنط انتي لقيتي شغالة جديدة 
أدرات هاله رأسها لتجد فتاة شابة ترتدي ملابس ضيقة للغاية و شعرها بني اللون و ناعم يصل الى كتفيها و كانت تنظر الى هاله باحتقار شديد فخفضت هاله نظرها و صمتت بينما أجابت كاريمان پحده 
كاريمان ايه اللي بتقولي ده يا لي لي ايه شغاله ده 
لي لي سوري يا طنط مش قصدي
كاريمان اعرفك بهاله المرافقة بتاعتي و على فكرة ده في ليسانس آداب english
لي لي و هي تنظر لهاله بغيظ شديد اهلا
هاله بصوت حزين اهلا بيك يا فندم
كاريمان ده لي لي خطيبة باسل
نظرت هاله الى لي لي و هي لا تصدق ان هذه الفتاة المغرورة ستكون زوجة لباسل فهو انسان ذو شخصية مميزة و متواضع للغاية و أحست هاله أنها لا يمكنها أن تحب لي لي ذات يوم لكنها تذكرت أنها يجب أن تتقبل الجميع و تطيع الجميع من أجل والدتها المړيضة ...
جلست لي لي بجوار كاريمان و ظلت تتحدث اليها متجاهله هاله تماما و بعد مرور ساعة دخل باسل اليهم قائلا 
باسل انتي جيتي امتى يا لي لي
باسل ازيك يا ماما عاملة ايه
كاريمان الحمد لله
نظر باسل الى هاله و شعر أنها حزينة ازيك يا هاله 
لي لي ايه ده هي عايشة في القصر !!!!!!!
باسل ايوة يا لي لي عشان تكون مع ماما علطول
لي لي بخبث ايوة طبعا معاك حق
هاله خرجت من الغرفة مسرعة وهي تبكي لماذا يحدث لها كل هذا ياااااااااااا رب لقد تعبت ساعدني حتى أكمل علاج والدتي .
مر شهرا منذ وصول هاله للعمل في القصرو قد استمرت في حضور محاضراتها و العودة لمرافقة السيدة كاريمان و بدأت هاله تحب تلك السيدة الرقيقة القلب و التي أحبتها بدورها و أصبحتا صديقتان و طوال اليوم يتحدثان في شتى المواضيع السياسية و الاقتصادية و كانت هاله تستمتع بالنقاش مع كاريمان و تتعلم منها الكثير و عندما ياتي المساء كانت هاله توصل السيدة كاريمان الى غرفتها و قد تقرأ لها قصة قبل أن تخلد الى النوم و بعدها تتوجه هاله الى غرفتها لتستذكر دروسها و لكن دائما ما كانت تفكر في والدتها الغالية أما باسل فلم تره هاله طوال الوقت لأنه كان مشغولا للغاية و قد كانت تتساءل هل يتعمد عدم مقابلتها استيقظت هاله يوم الخميس و هي تفكر كيف ستطلب أن تغيب ليومين متتالتيين حتى تزور والدتها و كيف ستطلب الراتب الذي تنتظره بشدة ارتدت هاله ملابسها و قررت أن تقابل باسل قبل أن يذهب الى عمله و بالفعل نزلت مبكرا عن موعدها لتجده يجمع أوراقه و يستعد للخروج فرفع رأسه حين أحس بوجودها فقال لها 
باسل صباح الخير يا هاله
هاله بخجل صباح الخير
باسل ايه عندك محاضرات بدري كده
هاله لأ بس كنت عايزه حضرتك في موضوع
باسل باهتمام خير يا هاله
هاله أنا محتاجه أسافر البلد أطمن على أمي
باسل هتقعدي أد ايه
هاله وعينيها

تلمع من سعادتها بموافقته يومين بالضبط و هرجع ان شاء الله
باسل طيب تحبي أخلي السواق يوصلك
هاله أجابت بسرعة لا لا مفيش داعي أنا هركب القطر
باسل يبتسم و كأنه فهم سبب رفضها فهي تخشى كلام أهل قريتها فأستطرد قائلا 
باسل وهو يمد يده بمظروف كويس أنك لقيتيني عشان أسلمك مرتبك
هاله وهي تتناول المظروف بفرح بالغ متشكرة اوي
باسل مش هتعدي الفلوس
هاله أنا عارفه انهم 3000 جنيه
باسل لا يا هاله
هاله وهي تشعر بالحزن أيمكن أن يكون قلل الراتب لكنها تحتاجه بشده .. يا رب
هاله هو حضرتك قللته ولا ايه
باسل لا يا هاله انا زودتلك ألفين جنيه عشان تشتري أي حاجه محتاجاها لبس أو اي حاجه زي اي بنت
هاله وهي تشعر بالامتنان لباسل مش عارفه أشكرك ازاي
باسل أنا اللي لازم أشكرك على معاملتك لوالدتي و اهتمامك بيها
هاله ربنا يخليهالك
باسل هتسافري امتى
هاله انا هخرج من الكليه عالمحطه
باسل طيب خلي بالك من نفسك وسلمي على والدتك
هاله ان شاء الله
و خرجت هاله وهي تشعر أن الله قد استجاب لدعائها وظلت تتخيل
 

انت في الصفحة 8 من 17 صفحات